الخميس، 21 مايو 2015

ليست مجرد مكتبة.



أحد الأصدقاء يتصل بي ويريد مني مرافقته للمكتبة, قبلت منه الدعوة مباشرة, وفي داخلي سؤال غريب ما الذي حل بصاحبي؟ أعرفه جيداً فهو رجل لا يحب القراءة والكتب.
خمس دقائق حتى جاء, وركبت معه السيارة وانطلقنا باتجاه المكتبة.
سلك صاحبي طريقا يتجه للخروج خارج المدينة, فباشرته بالسؤال: أين تذهب بنا لا أعرف أن هناك مكتبة في هذه المنطقة الخالية من البشر.
انهمر صديقي ضاحكا بشدة وبشكل هستيري, وقال يامجنون أنا ذاهب للمقهى ( الشيشة ),
قلت لماذا كذبت علي وقلت سنذهب للمكتبة, قال: هذا اسم رمزي للمقهى, وذلك لتجنب الوقوع في مشاكل وحرج, فأنا عندما اتصلت بك كانت أمي بجواري.

لاحول ولاقوة الا بالله, المقهى أصبح مكتبة.

أمري لله توجهنا للمكتبة الجديدة ودخلناها على عجالة, فصديقي وصل حد السكرة وكله شوق لقراءة الكتب, ولا أخفيكم ليست المرة الأولى التي أدخلها ولكن هذه المرة نظرتي لها تختلف عن سابقتها, فأنا أشاهد الذين يُمسكون بالشيشة مثقفين ولكل شخص منهم ذوقه الخاص من الكتب, فالبعض يطلب كتاب تفاحتين والآخر يطلب الكتاب البحريني, وهناك أنواع أخرى من الكتب المجهولة, وهناك مجلدات كبيرة لايتقن قراءتها الا المثقفين الكبار وهي ماتسمى بالجراك.
كل شخص لديه نوعية من الكتب التي يحبها, والجميع يقرأ بكل أريحية وسعادة.
ساعات طويلة يقضونها في المكتبة اللامفيدة, بل الممرضة والمميتة.
الصوت العالي للتلفاز ورائحة الكتب الجميلة تغطي المكتبة, ساعات وساعات من الهدر والوقت تذهب هباءً منثورا.

وللأسف فهذا حال غالبية المجتمع, فقضاء الفراغ إما يكون في المقاهي أو الاستراحات ولعب البلوت, وكم أتمنى أن يفيق هؤلاء من هذا السلوك السيء والمدمر.

ومن أجمل ماقيل في هذا الأمر ماقاله كارل ساندبرغ, وهو كاتب أمريكي مشهور:
"الوقت عملة حياتك، وهو العملة الوحيدة التي تملكها، وأنت وحدك تستطيع أن تحدد كيف يمكن أن يُنفَق، فاحرص على ألا تدع آخرين ينفقونه بالنيابة عنك".

أستودعكم الله.

العيد 1445 هـ

كل عام وأنتم بخير .... يعود العيد في كل عام ... وفي كل عام تختلف الأجواء ...  في هذا العيد كانت الأجواء ماطرة وجميلة .. وكل شيئ كان رائعاً. ...