كان القاضي منزعجاً من صنيع الخليفة، حيث سيكلف بناء هذه المدينة ثلث ايرادات الدولة.
غضب الخليفة الناصر من القاضي فأقسم أن لايصلي خلفه.
اضطر القاضي أن يتوجه للخليفة وينصحه بالتوقف عن بناء المدينة، لكن الناصر ردّ عليه بأبيات قصيرة يشير بها إلى أن هذا البناء هو من يخلّد ذكراه، واستشهد بالأهرام في مصر وكيف خلدّت ذكرى صانعيها.
رد القاضي المنذر أيضاً على الخليفة بأبيات قصيرة محذراً بأن الزهرة وإن طال عمرها فمصيرها للذبول.
أصرّ الناصر على بناء المدينة ونفّذ مراده، واستغرق البناء سبعة عشر عاماً، ونقل حاشيته وعائلته من القرطبة إلى الزهراء.
وبعد أن تم افتتاح المدينة الجميلة، وعاش فيها الناصر ومن معه لسنوات قصيرة، حدثت الكارثة، وصدق توقع القاضي المنذر، فقد ذبلت الزهراء، وأصبحت خراباً وأطلالاً بعد أربعين عاماً من افتتاحها.