الأحد، 31 يوليو 2016

غادر المجموعة

مقالي في صحيفة تغطيات الإلكترونية:
 http://www.tagteyat.com/2016/07/31/125453.html



يُحكى أن شاباً كان يعيش في مدينة الخرج قبل سنوات، وبعد أن أنهى دراسته الثانوية رحل إلى المنطقة الشرقية للإلتحاق بالكلية التقنية بسبب مجموع درجاته المتدني في شهادة الثانوية.
أنهى الشاب الكلية التقنية في تخصص الإنتاج، وبعد التخرج بحث عن وظيفة ليلتحق بها، ولكن لم يحالفه الحظ.
عاد إلى مدينة الخرج مسقط رأسه وجسده، ومع مرور الأيام وفراغ الوقت، أصبح مجرد إنسان هدفه في الحياة المأكل والمشرب والدخول لشبكة الانترنت.
قرر أخاه الأكبر نقله إلى مدنية الرياض وتسجيله في أحد المعاهد المتخصصة في تدريس اللغة الانجليزية، حيث استأجر له شقة بالقرب من المعهد، ووفر له المصروف اللازم للعيش هناك.
أكمل الشاب نصف السنة وأصبح في مستوى متقدم ومتميز من اللغة.
تقدم لإحدى شركات الطيران المعروفة، وتم قبوله مباشرة بفضل مستواه المتميز في اللغة.
عمل في الشركة عدة سنوات، ثم قرر الرحيل لإكمال دراسته في بريطانيا بسبب توقف راتبه في الشركة عند حد معين.
قبل أخاه الأكبر بالفكرة ورحب بها، وأرسله هناك بعد أن تعهد له بمساعدته بالمال حال حاجته.
ما إن أمضى الشاب الخرجاوي عدة أشهر في بريطانيا، إلا وتم قبوله في البعثة لدراسة البكالريوس.
أنهى البكالريوس بمجموع ممتاز من الدرجات، ثم استكمل دراسة الماجستير، والآن هو على وشك الإنتهاء من رسالة الدكتوراه.
هذه القصة التي عايشتها بنفسي وكنت معايشاً للوقت الذي سبق مغادرة هذا الشاب لبريطانيا بأيام، حينما ذهبنا لشراء وجبة العشاء وأبلغني فيها بخطته التي ينوي تنفيذها، حيث أيدته بالفكرة وشجعته عليها بسبب أنني مؤمن بقيمة معيار وعامل البيئة وماله من دور في اكتشاف الإنسان لنفسه وقدراته.
كان عليه أن يرحل لمكان آخر ويبدأ صفحة جديدة من الحياة، حيث أصدقاء جدد، ومعلمين جدد، وعالم جديد ومختلف.
وبالفعل كان حظه رائعاً حين أوجد الله له أخاً كبيراً يساعده وينتشله من الضياع.
تحية لهذا الشاب وتحية لأخيه وتحية لكل شخص لايقف متفرجاً في مكان لايمكن أن يصنع منه شيئاً، فالنبات ليُثمر لابد أن يوضع في مكان مناسب ليصله الماء والشمس والهواء.
ورسالتي لمن لا يزال يعيش في دائرة لايمكن أن يخرج منها، لمن أصبح رهينة لبيئة تُعيقه من تحقيق طموحاته وأهدافه، أقول لهؤلاء هيا يا أخي كن شجاعاً و غادِر المجموعة “بكسر الدال”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العيد 1445 هـ

كل عام وأنتم بخير .... يعود العيد في كل عام ... وفي كل عام تختلف الأجواء ...  في هذا العيد كانت الأجواء ماطرة وجميلة .. وكل شيئ كان رائعاً. ...