السبت، 18 فبراير 2017

كيف يحترمك الناس؟

في مثل هذا الصباح من الأسبوع الماضي، واجهت صديقي أبا نايف قبل صلاة الظهر، وكان الجو مشمس ودافىء بعد أسبوع حافل بالمطر والبرد.
أبدى صديقي رغبته برحلة برية قريبة، وتكفل بتجهيز القهوة والشاي، ولكن كان ينقصه التمر والحلوى.
مررنا بأحد المحلات المتخصصة ببيع التمور.
أحد كبار السن يدخل للمحل مع ابنه الصغير.
يبدأ بشراء بعض الورقيات المثلجة وأثناء عده لحاجياته بدأ ينظر إلي ويتمتم بأبيات شعر لم أفهمها. ألقيت بنظري عليه مبديا له اهتمامي، احتراماً لكبر سنه وتلطفاً معه.
اقتربت منه فبدأ يُلقي بأبيات شعر يمانية، ثم أتبعها ببعض الحكم، موضحاً لي روعة الحكم اليمانية بدءاً بالصنعاني ويحي عمر وآخرون، حتى توقف فجأة وقال لي: "أنا أحكي عليك وأنت شكلك ماتعرف وش السالفة". " تفاجأت بهذا الهجوم القاسي! ياساتر ما الذي حدث؟! "
قلت له بالعامية بعد أن ألهمني الله ضبط نفسي:
"نعم أنا ما أعرف وش السالفة، لكن جالس أسمع لك عشان أعرفها". فبدأ بسحب نفسه قليلاً وأوقف الهجوم علي، ثم أكملت عليه فقلت له:
وبما أنك مولع بالحكم اليمانية وتاريخها، فسوف أسألك عن الحكيم ( علي ولد زايد) هل تعرفه؟
 قال: لا، لا أعرفه. قلت أضفه إلى القائمة الموجودة لديك فهذا أحد أشهر الحكماء في اليمن وسبق هؤلاء جميعاً.
فقال لي " راح أبحث في قصته. طيب تفضل معنا على القهوة".
شكرته واعتذرت منه وقلت في نفسي سبحان الله كيف تحولت فجأة من شخص "ما أعرف وش السالفة" إلى شخص له احترامه وتقديره، وكل ذلك بسبب معلومة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العيد 1445 هـ

كل عام وأنتم بخير .... يعود العيد في كل عام ... وفي كل عام تختلف الأجواء ...  في هذا العيد كانت الأجواء ماطرة وجميلة .. وكل شيئ كان رائعاً. ...