الجمعة، 17 مارس 2017

ماجد والرزق ؛؛




دائماً مايطرح هذا التساؤل، يعيده على مسامعي كثيراً:
"يابدر أنا لست مقتنع بقضيتين: الرزق والخيرة.
ماجد ابن خالتي موظف في إحدى شركات سابك للبتروكيميائات، وهو شاب عاش بدوياً، وتعرض للعنف الفكري، والاستبداد الذهني.
ولا ألومه ماجد فهوكغيره من ضحايا هذا الفكر المزعج، فطرح الرأي والتعصب له، ظاهرة قديمة منذُ خلق الله الإنسان.
طرحت على ماجد إجابة لتساؤله الأول، والذي كان يرفض فيه فكرة أن الرزق مقترن بالتوفيق وأن المسألة هي مجرد جهد وذكاء فقط لاغير.
بدأت بطرح إجابتي عليه وتوضيح الإشكال الذي يدور في ذهنه:
" اسمع ياماجد؛ لابد أن لاتُغفل مراحل وجودك في هذه الحياة، فأنت حينما كنت في بطن أمك تكفل الله بإطعامك دون أي عناء منك أو جهد، وحينما خرجت للدنيا تكفل الله لك بأن سخّر لك والدتك لإطعامك بمجرد أن تفتح فمك وتصرخ، بل لم يكلفك الله حتى أن ترفع يديك لتشرب الحليب، وكل ذلك بسبب أن الأدوات التي في جسدك لم تكتمل بعد.
وحينما كبرت واكتملت هذه الأدوات وأصبح لديك يد وقدم وحواس خمسة قادرات على الوصول للرزق، جعله الله بعيداً عن متناول فمك، فأصبح من الضروري عليك التحرك وبذل الجهد والتوجه إلى رزقك.
 تلك هي مراحل جعلها الله في خلقنا حتى نتذكر ماضينا ولانتكبر على خالقنا ولانجحد نعمته التي أنعمها علينا، فلايمكن لك ياماجد أن تعترض الآن على حقيقة الرزق ومفهومه بعد أن أمضيت سنوات وأنت تشرب الحليب على ظهرك.
وأخيراً قرأت عليه قول الله تعالى: 
" هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكورا ..." الآية.
وبهذه الآية نكون شارفنا على الوصول لمدينة الجبيل، قادمين من مدينة الخبر، ووعدته بإستكمال موضوع الخيرة بعد أن طلبت منه أن يقرأ سورة الكهف وبالتحديد الآيات التي استعرضت قصة نبي الله موسى مع الخضر، وحينها سيتضح له مفهوم الخيرة بشكل واضح دون أدنى تشويش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العيد 1445 هـ

كل عام وأنتم بخير .... يعود العيد في كل عام ... وفي كل عام تختلف الأجواء ...  في هذا العيد كانت الأجواء ماطرة وجميلة .. وكل شيئ كان رائعاً. ...