الأحد، 25 مايو 2014

يوم أول اختبارات, معلم ابتدائي في ثانوية.






دخلنا المدرسة عند الساعة السادسة وأربعون دقيقة, توجهنا للاستقبال لتوقيع الحضور, بعدها أرشدونا للتوجه لغرفة الضيافة والتي لاتحمل من مواصفات الضيافة الا اسمها, وهي غرفة يتم تخصيصها للمعلمين من المدارس الأخرى الذين يحضروا للمراقبة والملاحظة فترة الاختبارات, وغالبا تستمر مدتها لاسبوعين.
انتظرنا عشر دقائق في غرفة الضيافة, ثم طُلب منّا التوجه لقاعات الاختبار حيث سيتم بدء توزيع أوراق الأسئلة عند الساعة السابعة والربع.
قاعات الاختبار هي بالأساس الفصول الدراسية التي يدرس بها الطلاب, وتكون أيام الاختبارات خليط مابين جميع المراحل الثلاث, حتى تكون مسألة الغش ضعيفة, وتنحصر على مهارات الطالب في استخدام البراشيم, ومدى فهاوة المراقبين وانشغالهم عنه.
وصلت القاعة وإذ بها أحد الزملاء السابقين, ممن تشرفت بالعمل معهم قبل سنوات, وكان صاحب خلق رفيع وأدب. وسيكون رفيقي أثناء المراقبة.
جرت العادة أن يكون المراقب الآخر في القاعة من نفس المدرسة, حتى يكون هناك عنصر قوة يتمكن من ضبط الطلاب في القاعة. 

أما اذا كان المعلم الذي من نفس المدرسة ضعيف الشخصية وتاريخه مع الطلاب غير جيد, ففي هذه اللحظة أنت على موعد مع مسرحية قصيرة تحتوي على بعض المشاهد المزعجة في قاعة الاختبار. 

بدأ الطلاب يدخلون القاعة, وينظرون إلي بنظرات مختلفة, ولسان حال بعظهم يقول: "يبدو أن هذا المعلم نذل " وآخر لسان حاله يقول: " هذا المعلم فرصة ثمينة للغش "  وآخر جاء للاختبار سهران يريد أن يكتب اسمه ويقوم بحل أسئلة الاختيارات والصح والخطأ بشكل عشوائي, و يخرج من قاعة الاختبار بأسرع وقت, ودوره في القاعة ينحصر بسؤال المعلم بين الفينة والأخرى: 
"يا أستاذ كم باقي من الوقت؟ "  وهذا لايعير أي اهتمام لشكل المراقب، ولايمثل لدي أي مشكلة.

بدأنا  توزيع الأسئلة وبدأ الاختبار، مضت الساعة الأولى بطيئة, قضيتها في المشي من الحائط للحائط الآخر, وبين التسبيح والتهليل, والنظر إلى أسماء الطلاب وأشكالهم.

دخلنا في الساعة الثانية, وبدأ الوقت يمر بشكل أسرع, الركبة بدأت تؤلمني حيث أننا مقبلين على الساعة الثالثة, ونهاية منتصف الوقت بدأ, وحان وقت السماح للطلاب في الخروج من القاعة لمن أنهى الاختبار ولمن لم ينهي اختباره, فهناك كما ذكرت من جاء ليكتب اسمه فقط.

الحمد لله الحظ كان جيدا, أنهى جميع الطلاب الاختبار في ساعتين, ولم يستخدم أحداً منهم حقه في الساعة الثالثة.

لم يكن هناك مايعكر الجو, سوى لقطة ختام قام بها أحد الطلاب بعد أن سلم ورقة اجابته, وقام بأداء رقصة الهيب هوب باتجاه أحد زملائه في اخر القاعة, وكأنه يشير له بأنه انتصر, وحقق فوزا عظيما.

للأسف أن الطالب قام بتنفيذ الحركة  أمام عيناي وشعرت حينها أنه لم يعيرني أي اهتمام.
أوقفت الطالب وطالبته بالعودة إلى طاولته, فجاوبني بالامتناع والرفض بحجة أنه قام بتسليم الورقة.
أمرته بالعودة لمكانه, أو أن ورقته ستكون في مكان اخر.
استجاب الطالب لعملية التهديد التي وجهتها إليه, وعاد لطاولته, وحينها ذهبت إليه ومارست معه دور الأب الحنون, والخائف على مستقبله, ودور المعلم الخائف على سيارته, ونصحته بأن هذا التصرف في قاعة الاختبار حماقة كبيرة لاتغتفر.
تجاوب الطالب معي واعترف بخطأه، وتم التجاوز عن مافعل وغادر القاعة بخفي حنين.

خرجنا من القاعة وتوجهنا لقاعة الضيافة الأخرى, فكانت مكان رائع للاسترخاء بخلاف الغرفة التي تم استقالبنا فيها.
كانت بحق مكان جميل للاسترخاء وتناول الافطار، والذي قدمته ادارة المدرسة للمعلمين, حيث تكون فرصة المعلمين في الخروج من المدرسة وتناول الافطار صعبة وذلك لضيق الوقت, فهناك فترة ثانية ستبدأ بعد نصف ساعة, ومن عادة المعلمين أنهم يستغرقون وقت طويل لتناول الافطار خاصة اذا اكان خارج المدرسة.
بدأنا الفترة الثانية وكان الجو أكثر هدوءً,  فاختبار الفترة الثانية في العادة يكون أقل صعوبة من اختبار الفترة الأولى, وأقل في المدة الزمنية, فخمسة وأربعون دقيقة كافية لأن يُنهي الطالب حل الاختبار, وهذا ماحدث بالفعل.

انتهى بذلك اليوم الأول, شكرا لكم, وفي الغد نُكمل.... نستودعكم الله.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العيد 1445 هـ

كل عام وأنتم بخير .... يعود العيد في كل عام ... وفي كل عام تختلف الأجواء ...  في هذا العيد كانت الأجواء ماطرة وجميلة .. وكل شيئ كان رائعاً. ...