الاثنين، 26 مايو 2014

يوم ثاني اختبارات، انهيار تام.


اليوم هو ثاني أيام الاختبارات...  دخلت المدرسة, وذهبت للقاعة , بعد أن تجولت بشكل سريع في أرجاء المدرسة الكبيرة.

عند باب القاعة أخذت في تفحص أسماء الطلاب, والمواد التي سيختبرونها هذا اليوم, ريثما يأتي الطلاب. دقائق واذ بالطلاب يتوافدون على قاعات الاختبار, وهذا زميلي المرافق معي في القاعة يأتي ويلقي بالسلام, شخص لا أعرفه ولم يسبق أن التقيته, ومن النظرة الأولى استشعرت من ملامح وجهه بأنه صغير و حديث عهد بالتعليم, فخشيت أن يكون سيناريو المراقبة لهذا اليوم مزعج, والحمد لله لم يحدث ما خشيت, فشخصيته مع أنها  لم تكن بتلك الصرامة, لكنها كانت متزنة وغير ضعيفة.

الاختبار الأول مدته ساعتين, وأنهى غالبية الطلاب الاختبار في نصف الوقت, ماعدا ثلاثة طلاب من الصف الثالث ثانوي, وهؤلاء يريدون مني أنا وزميلي مساعدتهم في بعض الفقرات.

تجاهلتهم بحكم أن تخصصي بعيد كل البعد عن مادة الاختبار, ولكن اصرارهم المزعج ونيتهم المبطنة في البقاء حتى نهاية الوقت, متمثلين بدور الطالب المعروف " مصطفي " جعلني ألجأ لمراقب اللجان, والذي كان زميل وصديق عزيز جدا, فطلبت منه بحكم تخصصه في اللغة العربية, أن يساعد هؤلاء الطلاب باحدى الفقرات التي وقفوا عندها.

وبالفعل جاء صاحبي, ومصادفة جاء من بعده معلم آخر, فتولوا المهمة, فأوضحوا للطلاب شفرة هذه الفقرة, وبعدها خرجوا من القاعة, وشكرتهم شكرا حارا على تخليصهم لنا من مجموعة مصطفى هؤلاء. خرج الطلاب بعدها مباشرة وانتهت بذلك الفترة الأولى.

الفترة الثانية بدأت عند الساعة التاسعة وخمسة وأربعون دقيقة, وكان الاختبار في أحد مواد الدين.

بعد مرور عشرة دقائق كانت الصدمة, فقد أنهى أغلب الطلاب الاختبار, ووضعوا رؤوسهم على الطاولات في حالة انهيار تام, وكأن لسان حالهم يقول, الرياضيات ماقصرت بالأمس.
إلا أحدهم كان نشيط جدا ويوزع الابتسامات على الجميع, فتوقعت أنه جمع بين الانضباط في النوم, وبين التفوق, فألقيت نظرة خاطفة على ورقة اجابته, فتبين لي بعدها أن ليس لديه حتى جدول الاختبارات. 

بعد مرور منتصف الوقت, حُق لمن أراد الخروج أن يسلم ورقته ويخرج, فخرجوا جميع الطلاب ماعدا مجموعة مصطفى التي تريد الدرجة الكاملة, لكن هذه المرة انتقمت منهم, فأقفلت الباب, ومنعت من دخول أي معلم لمساعدتهم, ووضحت لهم بغضب أن المساعدة المتكررة تعتبر غش, فقام بعدها أحد الطلاب بتسليم ورقته, وقام الآخر أيضا, بعد أن فقدوا أمل المساعدة, وبقي واحد أصر على أن أساعده في اكمال أحد الآيات, معللاً أنها ستفيده في حل الفقرة التي توقف عندها, أكملت له الآية بعد أن أخذت عليه عهدا أنه سينهي حل الفقرة والاختبار لو ساعدته في ماطلب, فكان عند وعده وقام بحل الفقرة, وسلم ورقته, وخرجنا من القاعة, وذهب يسير معي يوضح لي أهدافه وخطته مابعد المرحلة الثانوية, وأنه يريد دراسة الطب, دعوت له بالتوفيق والسداد.

خرجت من المدرسة وأنهينا بذلك ثاني أيام الاختبارات.
 نلتقي غدا باذن الله ان كان للحديث معنى.... دمتم بخير.

27- مايو - 2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العيد 1445 هـ

كل عام وأنتم بخير .... يعود العيد في كل عام ... وفي كل عام تختلف الأجواء ...  في هذا العيد كانت الأجواء ماطرة وجميلة .. وكل شيئ كان رائعاً. ...