السبت، 31 مايو 2014

نهاية الأسبوع الأول: مراقبة وسفر.



هذا اليوم هو خامس أيام الاختبارات، واخر أيام الاسبوع الأول، وسيأخذ بعده الطلاب راحة لمدة يومين.
سيكون في هذا اليوم اختبار واحد فقط لجميع المراحل، وهذا يعني أن الخروج سيكون مبكراً من المدرسة، وفكرة الذهاب لمدينة الرياض برفقة صديقي العزيز ياسر ستكون فكرة جيدة جداً.
بالنسبة للاختبارات وقاعات الملاحظة، فلم يكن هناك مايستدعي التوقف عنده، حيث مر الاختبار سريعاً مع بعض الأخطاء في أسئلة أحد المواد، والتي جعلت من صديقي العزيز مراقب اللجان يمارس رياضة المشي السريع طيلة وقت الاختبار، فالأخطاء تكررت في ثلاث فقرات في نفس المادة، وكان الأمر بالنسبة له مزعجاً.
أمر آخر هو زميلي  المراقب, فقد كان شاباً خلوقاً وملتزماً مع حدة شديدة في النظرات, حتى شعرت أنه يصلح بأن يكون على الثغور لا على قاعات الفصول!

الأمر الذي يستحق الحديث عنه، هو ماحدث ليلة ذلك اليوم، حيث كان يوماً صعب على اثنين من الأصدقاء، فقد قرر أحدهم ترك الشبك الحديدي " العزوبية " والدخول في القفص الذهبي " الزواج ". وهذا يعني أن ليلة صعبة ومؤلمة ستأتي على الاثنين،  فالسنوات الثلاث في سكن واحد لن تنتهي بسهولة، وهذا بالفعل ماحدث، حيث بقى كل شخص منهم في غرفته تلك الليلة حتى جاء  الصباح ليرحل كل شخص ويذهب في طريقه وحياته.
تذكرت حينها أحد المواقف المؤلمة  في حياتي، حين قررنا الرحيل عن منزلنا والانتقال لمنزل آخر في منطقة أخرى بعد حياة دامت 28 سنة تحت سقف ذلك المنزل وبجوار أقارب رائعون ولايتغيرون، وأهل وأحباب وأصدقاء ذلك الحي, وخليط من الذكريات الجميلة والحزينة. كل هذا كان مؤلماً مع لحظات توديع ذلك المنزل.
الحياة في حقيقة الأمر هي مابين بدايات ونهايات, وكل شيء هالك الا وجهه, سبحانه جَلّ علاه.
وحتى هذه الاختبارات دائماً ما أذكر الطلاب بأنها مدة قصيرة وتنتهي, وساعات المراقبة المزعجة  داخل قاعات الاختبار بالنسبة للمعلم ستمر بسرعة هي الأخرى وتنتهي. 
الثقافة التي دائما ما أتمنى أن أتحلى بها ونتحلى بها جميعاً, هي كيفية التعامل مع الأحداث المزعجة في حياتنا بنفس عالي وصبور, وكيف نحول بعض هذه الأحداث  إلى سيناريو جميل, حتى وان كانت أحداثاً ومواقفاً مزعجة وفيها من التعب والألم.
وهذا الأمر ذكره حبيبنا المصطفي محمد عليه الصلاة والسلام, حين لخصه في الحديث الشريف
فقال
عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له " 

حتى النهايات هي الأخرى عجيبة, فهي في حالات تكون جميلة مثل ما تكون عند انتهاء ارتباط الطلاب والمعلمين بقاعات الاختبار, بينما تكون في حالات مؤلمة وحزينة حين تكون ما بين أحباب وأصدقاء.

غدا باذن الله نكتب عن اليوم الأول في الاسبوع الثاني من الاختبارات, أستودعكم الله, ونلتقي على خير باذن الله.


29- مايو - 2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العيد 1445 هـ

كل عام وأنتم بخير .... يعود العيد في كل عام ... وفي كل عام تختلف الأجواء ...  في هذا العيد كانت الأجواء ماطرة وجميلة .. وكل شيئ كان رائعاً. ...