الجمعة، 13 يونيو 2014

مع قهوة الصباح



جرت العادة في الأيام الأخيرة من دوام المعلمين أن أعكف على السهر، فيأتي الصباح، ويحين وقت صلاة الفجر.
أذهب لتأدية الصلاة، وبعدها أتوجه إلى البوفيّه ( مطعم صغير ) قريب من المسجد، وهناك صديقنا أحمد يبدأ بتجهيز الافطار مبكراً، ويبدأ بعدها بدقائق باستقبال الأخوة العسكر، حيث موعد الدوام لديهم مبكراً.
هذه الإفاقة المبكرة لغالبية العسكر لاتمثل لهم ازعاجاً كبيراً، فالمقابل مغري جداً، حيث موعد الخروج من العمل قبل صلاة الظهر.
وأنا أتناول الإفطار على الطاولة، أنظر إلى تلك الحالة التي يعيشها العسكر من ضغوط نفسية تحسباً لوقوع أي مشكلة سياسية أو حدوث حرب لاسمح الله، أو من أوامر تعسفية داخل العمل.
وأستعيد الذاكرة للوراء، فأتذكر تقديمي على الكليات العسكرية لنيل شرف الخدمة، وكم في تلك الأحداث من دراما محزنة وأخرى مضحكة.
الانتظار على الأرصفة من منتصف الليل، ثم الهجوم في الصباح الباكر على أبواب الكليات، وكأننا مجموعة من المجانين خرجوا من السجن.
مسرحيات وحكايات انتهت برفضي وطردي خارج الكليات العسكرية بسبب مجموعة من الألوان لا أستطيع التعرف عليها بشكل دقيق، وكأن هتلر أدى هذا الاختبار قبل دخوله للمجال العسكري!
عدت للجامعات وكليات المعلمين، فهناك الأماكن الهادئة مقارنة بضجيج العسكر.
قبلت في كلية العلوم، واخترت تخصص الفيزياء، وقبلت في كلية المعلمين تخصص الحاسب الآلي، فآثرت المعلمين بسبب قربها من منزلنا أولاً، وثانياً بسبب التوظيف المباشر بعد التخرج وان كان الراتب قليل جداً.
فالمعلمين في الدول العربية لايشكلون خوفا للحكومات، فلايوجد هناك داعي لرفع رواتبهم وتحسين معيشتهم.
السنة الأولى في كلية المعلمين مرت كئيبة ومزعجة حيث قاعات الدراسة متهالكة وبدون تكييف ومليئة بالأتربة، عوضاً عن عدم تقبلي لفكرة أن أكون معلماً.
السنوات الثلاث الأخيرة تحسن الأمر قليلاً وبدأ صاحبكم يتقبل الأمر شيئاً فشيئاً، واقتنعت بأن هذا هو قدري، والان أكملت اثني عشر عاما في التعليم، ولم تعد هذه المهنة تشكل كابوساً خطيراً، أو مقلقا بشكل كبير. ربما أتوجه لعمل آخر في السنوات القادمة ان كان يناسب الطموحات وأستطيع من خلاله أن أمارس  التخصص الذي بدأت أميل إليه في السنوات الأخيرة, وهو برمجة مواقع الانترنت.
 نلتقي بكم باذن الله يوم الجمعة القادم، أستودعكم الله.
١٣ - يونيو ٢٠١٤  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العيد 1445 هـ

كل عام وأنتم بخير .... يعود العيد في كل عام ... وفي كل عام تختلف الأجواء ...  في هذا العيد كانت الأجواء ماطرة وجميلة .. وكل شيئ كان رائعاً. ...