الأربعاء، 4 يونيو 2014

اليوم الأخير: أبو شنب



اليوم هو آخر أيام الاختبارات، وسيختبر الطلاب مادة واحدة، وبعدها تنتهي رحلتنا الجميلة معكم،
اليوم كان يوماً جميلاً في كل شيء، بدءاً من الزميل المراقب، والذي مصادفة كان صديقي زيدان وهو من أخبرتكم عنه قبل أيام، ومن ثم الطالب أبو شنب الذي وصل متأخرا لقاعة الاختبار، والذي كان أصلع الرأس ونحيل الجسم ولديه عينان توحي لك بحس اجرامي.
بدأ الاختبار والذي كان في مادة الأدب للأول والثاني ثانوي، ومادة التوحيد للثالث ثانوي.
كل المسارات هادئة وتؤدي الاختبار بشكل جيد ماعدا مسار الثالث شرعي، حيث افتتحوا الاختبار بطلب الرزق مبكراً، ومزاولة نشاط الغش في قاعة الاختبار، وهذا يعني أنني وزميلي المراقب سنعيش معاناة كبيرة مع فئة يغلب عليها تدني المستوى الدراسي الا من رحم ربك.
المسار يحتوي على خمس طلاب بشكل عمودي. الطالب الثاني بدأ يوزع ورقته على أطراف الطاولة، كي يوحي لمن خلفه وأمامه أنه رجل كريم وسيقدم لهم التضحية في سبيل رفع درجاتهم ضارباً بعرض الحائط شخصي الكريم وزميلي زيدان.
مررت بجانبه ودفعت بورقته ووضعتها أمامه لعله يفهم أنني أعرف هذه الخطط والألاعيب. لمحت بعدها زيدان واذ بتعابير وجهه تشير إلى الأسى والحظ السيء الذي أوقعنا في هذه اللجنة.
أبو شنب هو الآخر بدأ يمارس نفس اللعبة, وأصبح يقلب عينيه بسرعة بين ورقته والورقة التي أمامه.
عاد الطالب الثاني والمدبر الكبير يكرر تصرفاته المريبة, وبدأ بوضع قدمه على كرسي الطالب الذي أمامه, ويعيدها ويكررها أكثر من مره. فهمت حينها أنها شفرة اتفق عليها مسبقاً مع زميله أبو شنب.

قام بتكرار الحركة أكثر من مرة لدرجة أن أغلب الطلاب بدأوا يلحظون تصرفاته, ذهبت إليه وطلبت منه أن يُبعد قدمه ويُحسن من جلسته, وقلت له بصوت خافت
" تراك زودتها " 
لم يقوم بأي ردة فعل واستجاب مباشرة لما طلبت منه.
أبو شنب عندما شاهد تصرفي باتجاه رئيس العصابة, تحول إلى شخص بريء, ووضع عينيه على ورقته, وكأنه شخص يحاول ويعاني في فقرة ما, وأنه يقوم بعصف ذهني بحثا عن الإجابة.

فجأة طلب مني أبو شنب أن أفسر له أحد الأسئلة, وتفاجأت أثناء نقاشي معه بأنه طالب ذكي ومتميز, فقلت له ماشاء الله عليك.. أنت فاهم وأفهم مني ,, فلماذا تسألني.
قال لأتأكد فقط.
مر نصف الوقت وبدأ الطلاب بتسليم أوراق اجاباتهم.
تأخر أبو شنب لمدة نصف ساعه ومعه اثنين من الطلاب أحدهم في الأول ثانوي والآخر في الصف الثاني ثانوي.
أشرت إلى زيدان صديقي بأن أبو شنب فاهم لكن للأسف يصر على أن يغش من الذي أمامه, فضحك زيدان وقال لا هذا هو الأفضل بينهم, هو يريد مساعدة المسكين الذي أمامه, ويقصد هنا رئيس العصابة والمدبر الكبير لعمليات وخطط الغش.
حينها أدركت أنني كنت على خطأ وأسأت الظن بقدرات أبو شنب, وهذا يأخذني إلى عدم الاستعجال والحكم بقدرات الناس من هيئتهم, وملبسهم.فالناس مخابر لامظاهر.
سلم أبو شنب ورقته وسلم بعده من بقي من الطلاب, وانتهت بذلك آخر اللحظات في قاعة الاختبارات.
شكرا لكم وشكرا للمدرسة وأعضائها الطيبين.
نلتقي باذن الله في اختبارات وأحداث أخرى في قادم الأيام.
 أستودعكم الله.

5 - يونيو - 2014 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العيد 1445 هـ

كل عام وأنتم بخير .... يعود العيد في كل عام ... وفي كل عام تختلف الأجواء ...  في هذا العيد كانت الأجواء ماطرة وجميلة .. وكل شيئ كان رائعاً. ...