الجمعة، 20 يونيو 2014

طابور دانكن.



حين تذهب في الصباح الباكر إلى أكثر المقاهي اقبالاً في الآونة الأخيرة، تجد نفسك أمام طابور من الخليط المتنوع من البشر، الفقير والغني، النحيل والسمين، الفاضي والمستعجل، جميعهم توجهوا لهذه القهوة الشهيرة، والتي تسمى دانكن دونات.

دانكن دونات ليست وليدة العشر سنوات الماضية بل هي علامة قديمة بدأت عام ١٩٥٠ ميلادي بالولايات المتحدة وأسسها وليام روزنبوق، والآن أصبحت ملكيتها لمجموعة ألمانية.
كانت اهتمامات دانكن في بداية الأمر تصب في المعجنات والفطائر ثم اتجهت لصناعة القهوة فيما بعد.
تخدم دانكن أكثر من ٢،٥ مليون زبون يومياً، ودخل سنوي يفوق الخمسة مليار دولار. 

وفقا لمصادر الانترنت، توجد دانكن في ٦ دول عربية فقط، هي السعودية والبحرين وقطر والامارات والكويت ولبنان.

السؤال الذي يهمنا الآن, ما الداعي وراء هذا الاصطفاف والانتظار منذو الصباح الباكر لاحتساء هذه القهوة.

بعد مرور أكثر من عشر سنوات على ترددي لهذه القهوة، اكتشفت عدة أسباب لذلك، وربما أن غالبيتكم لديه أسبابه الأخرى:

أولاً: عملت دانكن دونات على استهداف الطبقة الأكثر انتشاراً بين الشعوب، وهي طبقة متوسطي الدخل ومادونها، وذلك من خلال أسعار معقولة جداً، سعر كوب القهوة لايزيد عن ٢ دولار.
ثانياً: اتاحة موارد المحل تحت تصرف الزبون، حتى شعر البعض أن دانكن دونات هو جزء من حياته، وصار يدافع عنه حين يهاجم.  
ثالثاً: التركيز على جودة القهوة ومقدارها بشكل منضبط.
رابعاً: السهولة في تقديم القهوة وسرعتها.
 خامساً: عدم الاهتمام بشكل كبير في الحالة العامة للمحل، فتلاحظ طاولات رخيصة وبسيطة من ايكيا، ومقاعد الجلوس البعض منها أصبح متهالك، ومع ذلك الكل مستمتع بالجلوس.

سادساً: مرحلة ماقبل منع التدخين وبعدها بفروع دانكن في السعودية.
تصرفت دانكن بشكل غريب مع قرارات منع التدخين في السنوات الماضية داخل المحل، حيث كانت معظم المحلات تدفع بشكل يومي للحكومة السعودية مخالفة السماح للمدخنين بالتدخين داخل المحل، مقابل الإبقاء على الزبائن داخل المحل وعدم مضايقتهم،  والواضح أن الهدف وراء ذلك ليس تضحية منها لأجل عملائها، بل لأن قيمة دفع المخالفة أقل بكثير من دخل عشرة أشخاص يقومون بالتدخين داخل المحل. ومع ذلك أرى أن في تصرفها هذا تضحية لعملائها المدمنين.

سمعت بزبائن يعشقون محلات للقهوة لكن لم أسمع من قبل بأن محل قهوة يعشق زبائنه لهذا الحد! 

مرحلة مابعد التدخين: 
توقع الكثير انخفاض الاقبال على دانكن بعد تشديد الرقابة عليه ومنع التدخين داخل أورقته, ولكن المفاجيء هو استمرار الزبائن بالتدفق بشكل مستمر، فطعم القهوة في دانكن يصعب الاستغناء عنه. 


جمعة مباركة، نستودعكم الله. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العيد 1445 هـ

كل عام وأنتم بخير .... يعود العيد في كل عام ... وفي كل عام تختلف الأجواء ...  في هذا العيد كانت الأجواء ماطرة وجميلة .. وكل شيئ كان رائعاً. ...